ما مدى صحة رواية نطح السيدة زينب عليها السلام بالمحمل
((السيد هاشم الهاشمي))
السؤال :
ما مدى صحة رواية نطح السيدة زينب عليها السلام بالمحمل ؟ فإن البعض يقول انها ضعيفة السند ومرسلة ؟
الجواب :
ليس المطلوب في مقتل سيد الشهداء عليه السلام وأحداث كربلاء صحة السند ، والغالبية من روايات المقتل إلى ما يزيد عن 90٪ ليس بصحيح السند وفقا للميزان الرجالي ، ورواية النطح مثل رواية قتل الشمر لسيد الشهداء (ع) فهي رواية غير صحيحة السند ولكن ذلك لا يضر بها ولا بصحة نقلها.
قال الشيخ مرتضى الأنصاري قدس سره في التنبيه الرابع من رسالته التسامح في أدلة السنن بعد نقله لعبارة الشهيد الثاني قدس سره الدالة على أن الأكثر يرى جواز العمل بالخبر الضعيف في القصص قال مايلي:"المراد بالعمل بالخبر الضعيف في القصص والمواعظ هو نقلها واستماعها وضبطها في القلب وترتيب الآثار عليها عدا ما يتعلق بالواجب والحرام ... ويدخل في العمل - أي العمل بالخبر الضعيف- الإخبار بوقوعها أي الفضائل والمصائب من دون نسبة إلى الحكاية ، على حد الاجتهاد بالأمور المذكورة الواردة بالطرق المعتمدة، كأن يقال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول كذا ويبكي كذا ، ونزل على مولانا سيد الشهداء كذا وكذا".وبعض العلماء يقيد الجواز بالحكاية. والعمدة في صحة نقل رواية النطح ان لفيفا من الفقهاء الكبار لم يستنكروها ولم يستبعدوا مضمونها بل بعضهم جعل مضمونها مؤيدا للحكم الشرعي .
ومن أولئك الفقهاء:1 - آية الله السيد مرتضى الفيروز آبادي قدس سره صاحب كتاب فضائل الخمسة والسبعة من السلف في كتاب فتاوى علماء الدين حول الشعائر الحسينية ص1182 - المرجع الميرزا التبريزي قدس سره في كتابه الشعائر الحسينية ص443 - المرجع السيد محمد صادق الروحاني حفظه الله في كتابه التقليد والعقائد ص3694 - المرجع الشيخ لطف الله الصافي حفظه الله في كتابه الشعائر الحسينية ص104 5 - المرجع السيد محمد الوحيدي التبريزي في فتاوى علماء الدين في الشعائر الحسينية ص167وغيرهم.
فهل يصح ان نأخذ باستنكار مثقف او خطيب او امام مسجد ونترك قبول كبار الفقهاء لها؟!
وغاية ما قد يستشكل به المعترض على رواية النطح هو صدور الجزع من السيدة زينب على سيد الشهداء عليهما السلام ، ولكن استحباب الجزع عليه (ع) ثابت في رواية الشيخ الطوسي في اماليه ص162 حيث روى بالسند الصحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:كل الجزع مكروه سوى الجزع على الحسين عليه السلام.
السيد هاشم الهاشمي
موقع المشكاة